رواية عن الذنب الذي لا يُغتَفر، والذاكرة التي لا تُمحى، والرمال التي تحفظ كل شيء. وقبل ذلك، هي رواية عن الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل، عن الدماء التي سالت، والحقائق التي دُفنت.
وحدة من جيش الدفاع الإسرائيلي في دورية. فتاة بدوية أُسِرَت...
ما حدث بعد ذلك سيبقى مخفيًا لأربعة وخمسين عامًا.
إذلال علني. اغتصاب جماعي على مدى ثلاثة أيام. قتل بأمر من القائد؛ الملازم الثاني موشيه.
قبر ضحل. رمال الصحراء شاهد وحيد.
خمسة عشر عامًا سجنًا بتهمة القتل. الملفات سرّية. الجريمة منسية.
في ظهيرةٍ خانقة من صيف تل أبيب، يستعد موشيه لتنفيذ ما يراه تصحيحًا لمسار التاريخ باغتيال مناحيم بيغن الذي خان مبادئ الصهيونية حين مدّ يده للسلام مع مصر. لكن قبل أن يضغط الزناد، تبدأ المدينة بالتحوّل.
عاصفةٌ رملية غريبة تزحف من الصحراء نحو الساحل، تغمر الشوارع والمباني، وتطمس الحدود بين الواقع والكوابيس. وبين ذرات الرمال، تعود اليد الصغيرة، يد الصبية البدوية التي دُفنت قبل عقود؛ تظهر في المرايا، تخرج من الجدران، تمسك بكاحله وتجرّه نحو ماضٍ غير قابل للنسيان.
وفي قلب مركز ديزنغوف، سيواجه موشيه نفسه، وذنبه، وكل تاريخه. على حافة الجسر المعلق، وبين أنين الرياح وصفيرها، لن يبقى سوى سؤال واحد: هل يمكن للحقيقة أن تُدفَن حقًا، وتُنسى؟
الواقع يتصدع. الماضي والحاضر ينهاران.
الآيات التوراتية التي استخدمها موشيه لتبرير الجريمة تدينه الآن.
إنها تتكلم. تتهم. اليد تصل إلى كاحله، دائمًا تصل.

مبنية على تاريخ موثّق. مكتوبة من منظور الجاني، لفضح كيف تُمكِّن الأيديولوجيا الفظائع، وتبررها.
رواية عن الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل، عن الدماء التي سالت، والحقائق التي دُفنت.
ابتداء من أيام معرض القاهرة، 2026